الشاشات هل تحكم حياتنا أم تتحكم بها!
الشاشات تغزونا في كل مكان وتتغلغل في كل ما نفعله…
نستخدمها للعمل سواءً عن بعد أو قرب في العديد من المهن…
نستخدمها للتعلم وجميعنا آمن بأهمية الشاشات في التعليم وخاصة في جائحة كورونا…
نستخدمها للمتعة والحديث هنا يطول ويطول ويطول… سواءً كانت هذه المتعة تصفح السوشال ميديا أو مشاهدة الأفلام أو فيديوهات اليوتيوب أو حتى الألعاب لقتل الوقت…
نستخدمها أيضاً وبشدة في علاقاتنا اليومية والتواصل، خاصة في الشتات والتفرق الذي فرض علينا… فلولا الشاشات لكانت الحياة أصعب بكثير على من رحل ومن بقي…
لا ننكر فضل الشاشات والتطور التقني علينا، بل نكرها ونشكر الله على التقدم التقني الذي يصوغ حياتنا ولا يجعلنا ننتظر أسابيع وحتى أشهر للاطمئنان على الأحباب برسالة أو مكتوب. ولكنني أظن أن الوقت قد حان لنستخدم رفيقة الدرب الجديدة هذه بحكمة وذكاء، وأن نسيطر نحن على وجودها في حياتنا بدل أن ننساق وراء الركب بدون تفكير. يمكننا ببساطة اتباع نصائح منظمة الصحة العالمية بخصوص الشاشات كبداية والتي تحدد الوقت الأمثل لاستخدام الشاشات حسب العمر. ولنكون واقعيين في التطبيق يمكننا دائماً البدء بالتدريج. والبدء يكون دائماً في الوعي الذاتي، وعينا تجاه أنفسنا وماذا نفعل حقيقةً بأجهزتنا وشاشاتنا.
لنكن صريحين مع أنفسنا ونحسب كم من الوقت نقضيه بخمول أمام الشاشات. لنفعل ذلك على مدى أسبوع. ثم ليجلس كل منا مع نفسه بصراحة ويبدأ بالتخفيف بوعي مع إدخال عادة جديدة بدلاً من وقت الشاشة المختصر. هل هو كتاب جديد؟ هل هو وقت لطيف مميز مع الأطفال؟ أم هي طبخة شهية شاهدت وصفتها مراراً ولم يتسن لك الوقت لتجربتها؟
الوقت هو أجمل وأثمن شيء يمكننا أن ننعم به في هذه الحياة، وهو ينفد بسرعة… لنستمتع به ولنعش حياتنا حتى الثمالة… مع القليل من الشاشات والكثير الكثير من التجارب.
توصيات أوقات الشاشة حسب العمر تبعاً منظمة الصحة العالمية :
- أصغر من 18 عام، ساعتين بالحد الأقصى
- بين 6 و 2 سنة ساعة يومياً بالحد الأقصى
- أصغر من سنتين ممنوع تماماً
- أكبر من 18 عام، لا يوجد حد واضح حتى الآن ولكن لا ضير من الالتزام بالحد الأقصى المخصص للمراهقين